*[ لا أحتاج أحدًا ]* 
البعض كالنجوم البعيدة.. بضوئها الخافت تنير العتمة ، ترشد التائه إلى الطريق ، بحضور رقيق ، بلا ضجيج ولا صخب ، مَن اقترب منهم وعرفهم عن كثب وعى أن ما نلمسه منهم هو غيض من فيض ..

فترنو إليهم العيون بالإعجاب والإكبار وتتعلق بهم الأرواح طلباً للصحبة والسكن .. 
يمتاز الواحد بأنه ودود.. قلبه ملاذ ومأوى لمن يحتاجه.. يفيض اهتمامه بلا طلب.. يهب عن طيب خاطر.. يجد سعادته في العطاء.. ماديًّا.. معنويًّا.. بلا حسابات.. 

وبلا انتظار لمقابل..

لا يعتمد على أحد.. لأي سبب.. ولا يُحمِّل أحداً أعباءه.. يقولها صراحة أحياناً أو بلِسان حاله: 

“لا أحتاج لأحد”.. عقيدته الراسخة في وجدانه أنه مكتفٍ بِذاته.. 

ربما هو أنت.. أو ربما تعرفه.. 

ولعلك تفخر بنفسك أو ترمق هذا الشخص بنظرات الإعجاب والغبطة ألا يبدو كامل الأوصاف؟سعيد الحظ؟ ناجحاً في عمله؟

محبوباً ممن حوله؟ مرغوباً في صحبته؟

لا شيء ينقصه؟!
مبدئيًّا دعنا نتذكر سويًّا أن الكمال لله وحده ، فلا أحد كامل.. 

ثم دعنا نُمعِن النظر في التفاصيل فليس كل ما يلمع ذهباً ولا كل من عَلا سَعِد..
الاعتماد على النفس من سمات الأقوياء.. لكن رفض الاعتماد على الآخرين بالكلية، واعتبار ذلك ضعفاً، أمر يتنافى والطبيعة البشرية.. فيه جموح يؤذي الإنسان إذا ما واجه يوماً موقفاً أكبر من احتماله.. فيقف عاجزاً عن طلب المساعدة.. لأنه لم يعتد ذلك!
لا أحد يمكنه الاعتماد على نفسه طوال الوقت وفي كل الظروف ، هناك ظروف قهرية ،وأوقات عصيبة ،إن كلّت قدماك فلا ضير أن يحملك من يحبك ولو قليلاً .. تقبل فكرة أنك كباقي البشر تحتاج لغيرك لا تستكبر أن تصرخ وتطلب طوق النجاة إذا شارفت على الغرق.. ولا تتردد في التعلق به فوراً عندما يُلقى إليك!

العطاء بكل أنواعه المادي والمعنوي والعاطفي.. جميل وممتع.. لكنك إنسان.. لست نبعاً لا ينضب أو لا يجف.. فاسمح لنفسك أن تأخذ.. وتعلم أن تطلب.. وتذكر أن عطاءك اختياري.. فلا تخضع للابتزاز العاطفي ولا تسقط في فخ الشعور بالذنب كن حريصاً على سلامتك في المقام الأول.. ولا ترهق روحك وتبخسها حقها حتى تهلكها..

وستعي ذلك عندما تنكسر روحك وتتمرد عليك فتضيق عليك الأرض بما رحبت.. وتتوقف عن العطاء مجبراً.. فلا تجد لك عوناً.. وتجد نفسك “مُطالَباً” بما اعتدت أن تهبه.. مُلاماً على “تقصيرك”.. “مُحاسَباً” على وقتك الذي أنت في أمس الحاجة إليه لمداواة نفسك!

🌱 *أيسر العبادة :*
[ مَن تعارَّ من الليل فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم دعا: رب اغفر لي، استُجيب له، فإن قام فتوضأ ثم صلى، قُبلت صلاته] 

رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني.